أنستاسيا سارتان من متجر للألبسة الى امتلاك قناة خاصة
إنها فتاة روسية نشأت في عائلة بسيطة، غير أنها كانت تتطلّع إلى البعيد، وتؤمن بذاتها وقدراتها، فانطلقت تسعى لأحلامها وأهدافها بقوة وثبات.
في عام 2002 أنهت أنستاسيا سنتها الثالثة في جامعة موسكو الحكومية، وقد تاقت الصحفية المستقبلية لرؤية العالم من وجهه الآخر، فقامت بتقديم وثائقها إلى موقع "العمل والسفر".
تقول أنستاسيا: "لقد عانت عائلتي باستمرار من صعوبات مادية، وفكّرت: أنا إنسانة جيدة في العمل سأسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وسأدّخر ثمن سيارة جديدة".
وعلى الرغم من أن أنستاسيا تمكّنت من اجتياز اختبار اللغة بنجاح لكن الواضح حينها أنها تواجه صعوبة في فهم الأمريكيين والتواصل اللغوي معهم.
مدينة نيويورك وضعت تلك الفتاة الطموحة في حالة من الضياع بسبب إيقاعها الصاخب وأجوائها المزدحمة، إلّا أن أنستاسيا استطاعت الثبات وتمالك نفسها، واهتدت إلى عمل في مطعم سوهو كنادلة. بعد بضعة أشهر قاد القدر أنستاسيا للقاء الزبونة الدائمة والتي تعمل في مجال الأزياء والموضة، حيث عرضت عليها العمل كمساعدة لها.
وتطلّب الأمر من أنستاسيا أن تعمل سبعة أيام في الأسبوع دون يوم عطلة واحد. حيث قسمت وقتها بين العملين فثلاثة أيام أسبوعياً في المطعم لمدة اثنتي عشرة ساعة في اليوم، وباقي الأيام تلتحق بعملها لدى المصممة لمدة ثماني ساعات يومياً. عادت أنستاسيا من نيويورك إلى روسيا حاملة معها نية صلبة في افتتاح عملها الخاص، فقامت بوضع خطة عمل لإنشاء متجر للألبسة النسائية، حيث حرصت على ترويج ملابس فريدة ومميزة يتمّ استيرادها من الخارج بأعداد محدودة لكل نوع، كما حرصت على اختيار علامات تجارية في نطاق سعْريّ منخفض عن العلامات التجارية المشهورة والمعروفة.
بداية اشترت أنستاسيا فساتين رخيصة الثمن لتبيعها في متجر أصدقائها، وبعد مرور عام تمكّنت من توفير المال لفتح متجر لبيع الملابس على الانترنت.
تقول أنستاسيا: " لدينا اعتقاد شائع بأن سيدات الأعمال هنّ زوجات أو صديقات أشخاص معينين ومهمّين، ولكنني قطعت كل هذا الطريق بنفسي وحققت كل شيء دون مساعدة من أحد. في فترة معينة حلمت بالحصول على ماجستير في إدارة الأعمال ولكنني أعتقد الآن بأن الأوان قد فات".
في عام 2008 افتتحت أول متجر تقليدي في شارع "تسفيتنوي بولفار" باسم “TrendsBrands”. وفي عام 2010 تلقّى مشروع أنستاسيا دعم مستثمرين من الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا.
وبحلول عام 2013 اتّسعت السلسلة فوصلت إلى عشرات المحالّ التجارية في جميع أنحاء روسيا.
والآن تواصل أنستاسيا العمل في مجال الموضة والأزياء، إضافة إلى تأسيسها لقناة مختصة بالموضة تستهدف الجماهير الأوروبية والأمريكية.
هي حكاية فتاة بسيطة تطلّعت إلى المستقبل بكثير من الثقة والصبر والإصرار، فنالت أحلامها وجنت النجاح والشهرة والمال.
المصدر: موقع Cosmopolitan
الترجمة: موقع مجلس الأعمال الروسي السوري. "بتصرف".